النَّقد الأدبي في شعر أحمد مطر

إنّ النقد الأدبي مر بمراحل كثيرة، فما من عصر إلّا وتجد له رجالات قد أخذت على عاتقها اصلاح ما أفسده النَّاس، والعمل على ابراز الاخلاق الحميدة التي من شأنها تحافظ على ديمومة الحياة بشكل سليم؛ وهذه الرجالات نجدها قد التزمت بالدّفاع عن المبادئ التي يرتضيها العقل السليم، ومحاربة...

Full description

Saved in:
Bibliographic Details
Main Author: Bedırhan Korkmaz
Format: Article
Language:Arabic
Published: Burdur Mehmet Akif Ersoy University 2023-12-01
Series:Burdur İlahiyat Dergisi
Online Access:https://dergipark.org.tr/tr/doi/10.59932/burdurilahiyat.1383468
Tags: Add Tag
No Tags, Be the first to tag this record!
Description
Summary:إنّ النقد الأدبي مر بمراحل كثيرة، فما من عصر إلّا وتجد له رجالات قد أخذت على عاتقها اصلاح ما أفسده النَّاس، والعمل على ابراز الاخلاق الحميدة التي من شأنها تحافظ على ديمومة الحياة بشكل سليم؛ وهذه الرجالات نجدها قد التزمت بالدّفاع عن المبادئ التي يرتضيها العقل السليم، ومحاربة أي قوة تسلب راحة وحرية المجتمع. إذن نستطيع أن نقول ان الأمم السّابقة لم تخلوا من النقد الادبي فالتأريخ مليء بالأشعار الناقدة، وهذا نجده في اشعار الجاهلية مثلاً والتي تسمى بشعر الهجاء، وما كان الهجو إلا لنقد عيبٍ في المَهجُو، بل كان الهجاء بين القبائل أخطر وأقسى على القبيلة من القتال بالسيوف. ولم يخلو العصر الإسلامي من النقد الادبي، فكانت الاشعار أكثر وقْعَاً في النفوس من السيوف، وما جاء الإسلام إلا ليصحح عقائد ومبادئ النّاس، وابعادهم عن ظلم أنفسهم، وظلم بعضهم البعض، ونقد الممارسات التي من شأنها تضعف الانسان، فدخل النقد في كل تفاصيل حياة الفرد لإرجاعه الى فطرته بما يضمن سلامة الحياة، ونبذ كل شيء قد يؤذي نفوس الناس. إنّ ما يميز المجتمعات عن الأخرى هو الوعي الإنساني، وهذا الوعي هو المحرك الأساسي للناس في التخلص من السلبيات التي يعانيها المجتمع لهدف الرقي والوحدة والتكافل، وهذا لا بد أن يكون له طرق ووسائل ممنهجة تعمل على تثقيف المجتمع للتخلص من القيود السياسية او الاجتماعية والاقتصادية. ولقد كان النقد الأدبي الوسيلة القريبة من عقول المجتمع التي يعبر بها الاديب عن ايمانهم واعتقادهم بقضية الحرية والمساواة المجتمعية والرقي بالأخلاق، فيلتزم الاديب قضيةً يدافع عنها متحملا اضرار مسيرته في الكفاح الأدبي، فبرز من هؤلاء النُّقاد النَّاقد الأدبي أحمد مطر شاعر السياسة والالتزام والسخرية. حيث قدم أدبه بأسلوب جَلَدَ فيها السياسة، واظهر عيوب المجتمع بصورة هزلية نقدية، ليسلط الضوء على هذه السلبية ليصلحها ويتخطاها المجتمع. إنَّ أحمد مطر ركَّز في اشعاره على الحريَّة، والتخلص من التَّبعية على مستوى الفرد والمجتمع صعودا الى الدولة والوطن العربي، فكان ينتقد الرُّضوخ العربي للغرب، فالنَّقد عنده سلاح يوجهه الى الطغاة سواء السّاسة الدول او غيرهم. كما امتاز شعره بالسهولة، بحيث استخدم كلمات يفهمها القاصي قبل الداني، فقد وصل الى المجتمع بأشعاره بل وكان يعتبر قدوة للشعراء والثائرين، فما سَمِعَ بمحفلٍ إلّا وكان حاضراً بمفرداته الأدبية. ونجد أنّ احمد مطر من شعراء الواقعية العربية، حيث نقل واقعه بكل صدق من غير تزيين ولا تزييف، والواقعية العربية هي التي تهدف الى تحرير الأوطان، وهذا هو الدّافع الأول لكتابه شعره النَّاقدة. كما يعتبر احمد من شعراء الالتزام الذي التزم قضية الخروج على أي عيب من شأنه يفسد أو يجر المجتمعات الى الهاوية. فكان مؤمناً بقضيته، ودافع عنها على رغم المخاطر التي كانت تدور حوله، وعند تتبع شعره، نجد أنَّ لكل قصيدة حكاية، وقصة تعبر عن مرحلة مرّ بها الشاعر أو الشعب، فكانت قصائده توثق الاحداث التأريخية بصيغة أدبية نقدية توجه الأذهان الى التفكَّر، ووضع السَّلبيات تحت المجهر كي تعالج من قبل الشعب او المرؤوس على الشعب. فكانت هذه المقالة تدور حول النقد الادبي لشعر احمد مطر، وكيف وظَّف اشعاره لتكن سلاحاً بيد الثّوّار، ونشيدا يتلوه الشباب المدافع عن مبادئه وحقوقه.
ISSN:2980-2407